السر في جيناتنا!

تاريخ النشر

دراسة بحثية جديدة تسلط الضوء على ارتباط الجينات بالأمراض الأيضية.

في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة علم الوراثة البشرية (Human Genetics Journal)، قام البروفيسور فهد الملا، الرئيس التنفيذي لقطاع الابحاث، والدكتور ثانجافيل ثارانج، العالم الرئيسي في وحدة علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية، وبراشانثا هبار، باحث مشارك، وفرقهم، بمقارنة علامات الخطر الجينية بين السكان العرب والأوروبيين للأمراض الأيضية مثل مرض السكري.

تُستخدم دراسات الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) بشكل شائع في أبحاث علم الوراثة لربط الاختلافات الجينية المحددة بمرض ما. يقوم الباحثون بفحص الجينومات، أو مجموعات كاملة من الحمض النووي لهذه الاختلافات، وإقامة رابط بينها وبين مرض ما. ثم تُستخدم هذه المعلومات لتحسين الاستراتيجيات المعتمدة للكشف عن هذا المرض المعين وعلاجه والوقاية منه. لكن أغلبية بيانات دراسات الارتباط على مستوى الجينوم تُستخدم لتحديد الاضطرابات الأيضية لدى السكان الأوروبيين. كما أوضحنا سابقًا (هنا)، يتأثر تركيبنا الجيني بشدة بالتفاعلات بين الجينات والبيئة، أو بتأثير نمط حياتنا على التعبير عن سمات معينة في الحمض النووي.

صحيح أن الأمراض الأيضية تنتشر لدى السكان العرب، إلّا أن البيانات الواردة من دراسات الارتباط على مستوى الجينوم محدودة.

يقول ثانجافيل ثانراج من معهد دسمان للسكري في الكويت: “لقد وصلت الاضطرابات الأيضية، مثل مرض السكري، إلى حالة “الجائحة بطيئة الحركة”، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى انتقال العالم نحو أنماط حياة خاملة والتوسع الحضري. ولمواجهة هذا التحدي الصحي البارز، يجب علينا أولاً أن نفهم ما إذا كانت المواقع الجينية التي تم ربطها بالصفات الأيضية قابلة للتطبيق على جميع المجموعات السكانية. وقلّة من الدراسات فقط حاولت القيام بذلك لدى السكان العرب”.

في هذه الدراسة، أجرى الدكتور ثانراج والبروفيسور فهد الملا وبراشانثا هبار وعلماء آخرون من الشرق الأوسط وفنلندا وكندا تحليلًا تلويًا قارنوا فيه بيانات دراسات الارتباط على مستوى الجينوم المنشورة من قبل مجموعتين عربيتين كويتيتين من جهة، وبيانات مشروع 1000 جينوم العالمي.. بحث الفريق عن ارتباطات جينية أو اختلافات في الجينات والمسارات المرتبطة بـ 13 سمة أيضية لمرض معين.

حدد فريق البحث 821 متغيرًا في 251 جينًا. وارتبط 95٪ من هذه الجينات بشكل مسبق باضطرابات أيضية. وحدد فريق البحث في المعهد 53 متغيرة جديدة خاصة بالسكان العرب في الجينات المتبقية.

يقول هبار: “توقعنا إيجاد متغيرات جديدة. أدت الممارسات الثقافية الإقليمية، بما في ذلك القرابة (الزواج داخل الأسرة) والعيش في عزلة في القبائل، إلى زيادة زواج الأقارب وتغييرات كبيرة، غالبًا ما تكون ضارة، في مجموعة الجينات.”

يمكن أن تكون دراسات الارتباط على مستوى الجينوم مثل هذه بداية لعصر الطب الشـخصي. ففي ممارستنا الحالية، نعتمد نهج “صيغة واحدة مناسبة للجميع” في الطب بدلاً من التركيز على كل مريض على حدة.

يقول الملا: “توفر دراستنا رؤى قّيمة حول أسباب اضطرابات التمثيل الأيضي في الشرق الأوسط، وتشكّل خطوة نحو مبادرات الطب الشخصي”. 

نهدف إلى إجراء المزيد من الدراسات للمساعدة في تشخيص الأمراض وإدارتها والوقاية منها في المنطقة.

تم نشر هذا المقال في  Nature Middle East.

المصادر

Hebbar, P. et al. Genome-wide landscape establishes novel association signals for metabolic traits in the Arab population. Hum. Genet. https://doi.org/10.1007/s00439-020-02222-7 (2020).

هل ترغب الاشتراك في قائمتنا البريدية؟