سجل مرض السكري لدى الأطفال في الكويت – بحوث صحة السكان

تاريخ النشر

توجد في العديد من البلدان سجلات خاصة بمرض السكري، وهي تجمع المعلومات عن مرضى السكري وتوفّر ما يلزم منها لوضع خطط الرعاية الصحية ورصد الاتجاهات. بدأ هذا السجل في الكويت في التسعينيات لجمع البيانات حول مرض السكري لدى الأطفال. انطلق هذا السجل (السجل الإلكتروني لمرض السكري لدى الأطفال – CODeR) – كجزء من دراسة DiaMond (دراسة دولية بتنسيق من منظمة الصحة العالمية). وركّز السجل بشكل أساسي على مرض السكري المشخّص حديثًا لدى الأطفال، بناءً على سجلات المستشفى. لا يزال هذا السجل مستمرًا وقد ثبت أنه مفيد للغاية، لا سيّما لتوفير البيانات عن الحالات المشخّصة حديثًا من مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال (يشار إليها بـ”الحالات” ويتم التعبير عنها بعدد الحالات الجديدة لكل 100000 فرد سنوياً في المجموعة السكانية ذات الصلة).

على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن زيادة حالات السكري من النوع الأول لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتؤكد البيانات المستندة إلى السجل الإلكتروني لمرض السكري لدى الأطفال أن هذه الظاهرة لوحظت أيضًا في الكويت. نشرت الدكتورة عزة شلتوت وزملاؤها تحليلاً في عام 2016 يسلّط الضوء على الزيادة السريعة في الحالات الجديدة من السكري من النوع الأول لدى الأطفال الكويتيين الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا على مدى السنوات العشرين الماضية، ما أدّى إلى مضاعفة الحالات، أي المرضى الجدد الذين تم تشخيصهم بين 1992 و1994 (17.7 لكل 100،000 طفل دون 14 عامًا سنوياً) و 2011-2013 (40.9 لكل 100،000 طفل دون 14 عامًا سنوياً). بالإضافة إلى ذلك، توفر نتائج السجل الإلكتروني لمرض السكري لدى الأطفال أيضًا معلومات سريرية مهمة حول الأطفال الكويتيين الذين تم تشخيصهم حديثًا بالسكري من النوع الأول، كما أفاد الباحثون نفسهم (2016). وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن حالات الحماض الكيتوني السكري ((DKA، وهو مضاعفة خطيرة ومميتة، كان مرتفعًا، حيث أثّر على حوالى ثلث الأطفال عند وصولهم إلى المستشفى (33.6٪)، وأن الحماض الكيتوني السكري كان أكثر شيوعًا لدى الأطفال اليافعين جدًا، أي الذين يبلغون من العمر أقلّ من سنتين (60.7٪).

تُعدّ الكويت إحدى الدول ذات المعدلات الأعلى بالإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال في العالم. ومن الواضح أن المتابعة الدقيقة للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بمرض السكري أمر بالغ الأهمية لوضع الخطط طويلة الأجل للموارد وتوفير رعاية صحية مدى الحياة للأطفال المصابين بهذه الحالة المزمنة. تشير النتائج إلى أن الوعي المتعلق بمرض السكري من النوع الأول لا يزال مفقودًا لدى الأهل وغيرهم من مقدّمي الرعاية. لا بدّ من بذل المزيد من الجهود لنشر الوعي لدى الجمهور والمهنيين الصحيين بشأن مرض السكري من النوع الأول وأعراضه المبكرة، للحرص على تشخيص إصابة الأطفال بهذا المرض ومعالجته من دون تأخير. على وجه الخصوص، يشكّل ارتفاع مستويات الإصابة بالحماض الكيتوني السكري في الفئة العمرية الأصغر مصدر قلق، ما يسلّط الضوء على ضرورة لفت الانتباه إلى العلامات المبكرة لحدوث مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال الصغار جدًا لتجنب تطوّر هذه الحالة الطبية الطارئة. فالتشخيص المبكر لمرض السكري من النوع الأول وبدء العلاج السريع هما من المكوّنات الحاسمة لتوفير رعاية جيدة لمرضى السكري.

هل ترغب الاشتراك في قائمتنا البريدية؟